الاثنين، 12 يوليو 2010

مطــريٌات ..


هو شاعر سياسي من الطراز الرفيع , استطاع تجسيد الشعر في صوره ثائر عنيف يقتص من كل متخاذل وكل وضع مشين , صور كرهه للمخبرين , لمنظر المشردين , للثكالى والأرامل .
أهان صوره الحاكم الجائر , العروبة المجوفة , الكرامة المهدورة ..
هو أحمد مطر ..

واليكم بعض المقتطفات من ديوانه الشعري المكون من 342 صفحه
أخترت لكم ..


ثارات ..
قطفوا الزهرة .. قالت من ورائي برعم سوف يثور .
قطفوا البرعم .. قال غيره ينبض في رحم الجذور .
قلعوا الجذر من التربة .. قال إني من أجل هذا اليوم خبأت البذور .
كامن ثأري بأعماق الثرى ..
وغدًا سوف يرى كل الورى ..
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور ..
تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور ..


قلة أدب ..

قرأت في القرءان ..
تبت يدا أبي لهب ..
فأعلنت وسائل الاذعان ..
أن السكوت من ذهب ..
وصودر القرآن ..
لأنه حرضني على الشعب ..


من أين أنت يا سيدي .. ؟

فوجئت بالسؤال ؟
أوشكت أن أكشف عن عروبتي ..
لكنني خجلت أن يقال ..
بأنني من وطن تسومة البغال ..
قررت أن احتال ..
قلت بلا تردد ..
أنا من الأدغال ؟
حدق بي منذهًلا ..
وصاح بأنفعال ..
حقاً من الادغال .. ؟
قلت : نعم ..
قال لي : من عرب الجنوب أم من عرب الشمال ؟


التهمة ..

كنت أسير مفردًا ..
أحمل أفكاري معي ..
ومنطقي ومسمعي ..
فأزدحمت من حولي الوجوه ..
قال لهم زعيمهم : خذوه ..
سألتهم : ما تهمتي ..
قيل لي : تجمع مشبوه ..


خلُق ..

في الأرض مخلوقان :
إنسٍ
وأمريكان


الفرق بين مطر وبقية الشعراء ..
إليكم أوجهها في قصيدة ..
إلى من لا يهمه الأمـــر ..

يوقد غيري شمعة ..
لينطق الأشعار نيرانًا ..

لكنني أشعل بركـنًا ..
ويستدر دمعه ..
ليغرق الأشعار أحزانًا ..
لكنني أذرف طوفانًا ..

شتان ..
غيري شاعر ينظم أبياتًا ..
ولكني أنا أنظم أوطانًا ..

وعنده قصيدة يحملها ..
ولكنني قصيدة تحمل أنسانًا ..
كل معانيه على مقدار ما عانى
للشعراء كلهم ..
شيطان شعر واحد ..
ولي بمفردي أنا ..
عشرون شيطانًا ..


المفقود ..

رئيسنا كان صغيرًا وأنفقد ..
فأنتاب أمه الكمد ..
وانطلقت ذاهلة ..
تبحث في كل البلد ..
قيل لها : لا تجزعي ..
فلن يضِل للأبد ..
إن كان مفقودك هذا طاهرًا ..
وابن حلال فسيلقاه أحد ..
صاحت :
إذن ضاع الولد !


الساعة ..

دائرة ضيقة .. وهارب مدان ..
أمامه وخلفة .. يركض مخبران ..


عزف على القانون ..

يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفة ..
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ..
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ..
فأخرج القانون من متحفه ..
وأمسح الغبار عن جبينه ..
أطلب بعض عطفه ..
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ..
يقول حبري ودمي ( لا تندهش ..
من يملك القانون في أوطاننا .. هو الذي يملك حق عزفه ) ..



رأيي في الكتاب ..

ديوان شعري مميز للكبير أحمد مطر , أوجد الشعر السياسي الحديث , فلا تقرأ لمطر دون أن تعرف الجديد في عالمه القاسي .
أحب الحالة الوجدانية التي يشٌد لها القراء .. فلا يتنهون من القصيدة الى وقد رسمت على شفاتهم ابتسامه لاذعة غير مضحكة بل تكون فيها أقرب الى البكاء .
قلما يصل الشعراء الى مرحله التوحد مع الكلمة والتي وصل اليها مطر حيث تجد فيها الكلمة اذا لم ينطقها .. نطقته ..
شاعر بأمتياز في استشعار مشاكل شعبٌة وبلادة وعروبته وخير معبر عنها .. لذلك استحق مكانته المميزة .
أعجبت كثيرة بديوانه الشعري الذي حوُى على أغلب قصائدة ..
واتمنى ان ينال التلخيص اعجابكم ..
كل الحب .. كل الود ..
ebtsamh

هناك 12 تعليقًا:

  1. سؤال موجوده قصيدة أوباما في هذا الديوان ...؟؟

    وسؤال اخر وين احمد مطر هل هو متوفي او حي وين مسكنه ..؟؟ وين مسقطة ..؟؟

    ردحذف
  2. أهلا وسهلا بالصديق عين بغزي ..

    أعتذر يمكن غلطت في اني لم أضع نبذة قصيرة عن الشاعر

    ولكن يمكن لاني أعرفه من زمان تصورت الكل نفسي ..

    ولا أشكك في طول معرفته له .. وأنت فتحتلي المجال

    أكتب النبذة للجميع ..

    أحمد مطر شاعر عراقي ولد في مطلع الخمسينات , ولد

    رابعًا بين عشرة اشقٌة وشقيقات .. في قرية التنومة في

    شط العرب في البصرة .. كتب الشعر وعمره 14 سنه وكان

    شعر غزلي لكن سرعان ما تأثر ببيئته التي أجبرته على

    الشعر السياسي كرد فعل او صورة من صور الثورة ..

    على فكرة أهو اشتغل في جريدة القبس الكويتية بعد

    ما تعرضت حياته للخطر وأتهم بالتحريض وكان آنذاك

    عمله مع المبدع والعملاق الذي يشبهه ناجي العلي رسام

    الكاركتير المعروف .. الاثنان تركا العمل في القبس

    بعدما ضيقوا نطاق حريتهم للهجرة الى الخارج ..


    اجاوب على اسئلتك الآن ..

    - قصيدة اوباما لم تكن في هذا الديوان .

    - أحمد مطر عايش يرزق وهى معلومه حديثة عرفتها

    ومقيم في لندن من سنة 1986 .

    شاكرة لك ردك عطاني المجال لأضافات استفدت منها

    وأكيد بيستفيد منها غيري .. نورتني ..

    ردحذف
  3. اعجبتني المقتطفات
    كلها تقريبًا
    قوية !

    ردحذف
  4. ما اجمل أحمد مطر..

    وما أجمل ما اخترت...


    شكرا من القلب
    ودّي

    ردحذف
  5. هلآ وغلآ بالعزيزة book

    سعيدة أن المقتطفات أعجبتك .. ولو قرأتي

    الكتاب متأكدة بيعجبك أيضٌا ..

    نورتيني كثيرًا ..

    ردحذف
  6. هلآ وغلآ سلة ميوّة ..

    وما أجمل وجودك .. وسعيدة جدًا أن أختياري

    نال استحسانج .. اسعدني هالتواجد ..

    ونورتي .. :)

    ردحذف
  7. تحية طيبة...
    ادراج راق بحق...ليس فقط طريقة الاختيار والعرض والتبسيط بل ايضا الاندماج مع ذلك النوع من الشعر الراقي الذي يختزل آلام امم وشعوب بأكلمها ولا يختص بفترة زمنية محددة فتاريخ الانسانية يكاد ان يكون موحدا في المعاناة والالام...
    دام قلمك الراقي...

    ردحذف
  8. أهلا وسهلا استاذي ..

    اشكر كلماتك ووجودك المشجع دائما ..

    وسعيدة ان اختياري عجبك والتلخيص البسيط

    نال استحسانك ..

    نورتني ..

    ردحذف
  9. Hello my friend!
    Thanks for your posting and have a nice week.

    ردحذف
  10. دوما يثير دهشتي و اعجابي هذا الشاعر و اعتبره و احمد شوقي من فحول الشعر العربي و كلهما له نفس الأسم
    و يعجبني له قصيدة القلم التي كانت في مقدمة برنامج قلم رصاص لحمدي قنديل
    جس الطبيب خافقي
    وقال لي :
    هل هاهنا الألم ؟
    قلت له : نعم
    فشق بالمشرط جيب معطفي
    وأخرج القلم !
    هز الطبيب رأسه .. ومال وابتسم
    وقال لي :
    ليس سوى قلم
    فقلت : لا ياسيدي
    هذا يد .. وفم
    رصاصه .. ودم
    وتهمة سافرة .. تمشي بلا قدم !

    شكرا على اختيار هذا الشاعر الرائع
    رحمه الله

    ردحذف
  11. hello david

    nice to see u here

    have a nice day

    :)

    ردحذف
  12. هلا ومرحبا أخت خاتون ..

    نورتي المدونة .. وأشاركج الاعجاب بنفس

    الشاعر وقصيدته التي ذكرتي موجوده في

    الديوان الشعري الذي قرأت زائد انها مشهوره

    جدًا , لكن ملاحظة صغيرة .. الشاعر لم يتوفى بعد

    بل يعيش في لندن حاليًا ..

    أسعدتني زيارتج ..

    ونورتيني ..

    ردحذف

رأيك يهمني .. :)