الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

وجهات نظر !

مقالات الرأي هى وجهات نظر تخص أصحابها وكتابها ومفكريها

قد تصيب وقد تخيب ..

لكن كلما ألتزم الكاتب الحيادية وكانت وجهة نظره جديرة بالرؤية كلما

ساهم أكثر بنجاح وأنتشار ما يكتب ..


منذ فترة وصلتني بالايميل مقالة من متابع

وكان وقتي ضيق لم يسمح لي بأدراجها ولا التعبير عنها

الا الآن ..






(( وما علاقة دولة الكويت بعائشة او علي ؟!)).


25/09/2010م

حميد الشاكر


حقا انه لشيئ غريب جدا ما يحصل في عالمنا العربي اليوم من سياسات ، وتوجهات ونشاطات تمارسهاجماعات حكومية تحت اسم الدولة هنا وهناك ومن داخل شرعيتها وبمسميات عجيبة على المنطق الانساني والسياسي والاخلاقي العام والخاص !!.
وآخر هذه العجائب والغرائب ما اقدمت عليه الحكومة في الكويت مؤخرا من محاكمة احد مواطنيها ،وسحب الجنسية منه بسبب اراء هذا المواطن العقدية والفكرية والمذهبية المختلفة مع مذهب اهل الحكم والدولة وانتقاده لشخصيات تاريخية اسلامية مادفع حكومة الكويت الى محاكمته بعد ان طردته من بلده ثم تعقبته لتطالب به الانتربول اوالشرطة الدولية ليعاد الى سجون ومطامير الحكومة الكويتية العتيدة ليدفن داخلها تحت التعذيب والقهر وعصي السلفية الصالحة داخل مراكز شرطة الكويت !!!.
والحقيقة انا ليس لي علاقة بمسمى هذا المواطن الكويتي ولابانتمائه الديني اوالمذهبي ولا بارائه الفكرية والطائفيةالتي يحملها كما انني لاالتفت مطلقا اذا ماكان هذا الشخص في الكويت اوداخل اي دولة تحترم نفسهاوتحترم مواطنيها ايضاولايهمني بالفعل بالنتيجة اذا كان المواطن سنيا او شيعيا او مسيحيا او يهوديا داخل انسجة هذه الاوطان الاجتماعية ، لكن مايهمني بهذا الصدد بالفعل هو الدفاع عن مفهوم الدولة داخل اي مجتمع يريد ان يكون مجتمعا انسانيا وليس مجتمعا همجيا وسؤال :ماعلاقة الدولة بمذاهب مواطنيها واختلاف ارائهم ، وتنوع اجتهاداتهم واديانهم داخل المجتمع ؟.اي ماعلاقة الدولة اصلا بأُمنا عائشة او بوالدنا علي بن ابي طالب ( مثلا ) ورؤيتنا نحن طبقات المجتمع المذهبية او العقدية او الطائفية او الانسانية داخل الدولة لهم ؟. وهل من وظائف الدولة بمفاهيمها الحديثة والقديمة ان تتدخل في ضمائر مواطنيها او تفرض عليهم نوعا من الايمان ،او تنحاز في احكامها لمذهب على اخر داخل الدولة ؟.
ثم ماهي علاقة الدولة اصلا ، لتحاكم انسانا من مواطنيها له وجهة نظر تاريخية نقدية فكرية ، ليس لها علاقة سلبية لا بقانون الدولة المدنية القائمة الآن ولابهيبتها ولابوجودها ولابأمنها ولاحتى باستقرارها في المجتمع لتسحب منه هويته الوطنية من ثم كسابقة خطيرة جدا تهدد معنى قيام الدولة وشرعيتها داخل مجتمعاتنا العربية والاسلامية بسبب مذهبي ، والتي هي من حقوقه الطبيعية ( جنسيته الوطنية ) التي لاتتمكن وليس من حق لا الدولة ولاغيرها من المؤسسات السياسية اوالاجتماعية او الدينية داخل المجتمع اعطاءها او سحبها من الانسان اينما ولد ولمجرد كونه صاحب فكر مخالف لفكر الدولة ؟.
وأليس تدخل الدولة بفرض نمط معين من الايمان المذهبي اوالديني او السياسي او الايدلوجي وتحت اي مبررعلى مجتمعها من خلال استغلالها لموارد وقوة وسلطةالدولة وشرعيتها يعتبر انتهاكا لعقد الدولة مع المجتمع الذي يقوم على اساس رعاية الدولة فقط للمجتمع وليس لقهره أواستعباده او الانحياز لجهة اجتماعية او مذهبية على اخرى في النتيجة ؟.واخيرا كيف يفهم عالمنا وحكامنا وسياسيينا العرب الاعراب الاقحاح مفهوم الدولة ليعبثوا هذا العبث بمفهوم الدولة واقحامها وتجييرها لمصالح طبقية او فئوية او طائفية لهذا الجانب من المجتمع او ذاك ؟.
كل هذه الاسألة هو مايشغلني ويدفعني للكتابة عندما اجد هذه الانتهاكات الخطيرة هنا وهناك لمفهوم الدولةالحديث والقديم ايضا ففي حتى اعتى الدول التاريخية فرعونيةً وفسادا والتي يتحدث عنها القرآن الكريم نجدان مفهوم الدولة الراعية كان قائما ايضا ومحترما وإن كان الحاكم فيها هو سلطان مدعي الالوهية والاستكبار والفساد المبين ، وهو يريد ان يستضعف طائفة من شعبه لحساب مصالحه السياسية ولكن مع ذالك يتحدث القرآن عن الفرعون صاحب الدولة والفاهم تماما معنى وجوب ان تكون الدولة راعية للمجتمع ، وغير متدخلة لافي دينه كمجتمع يحمل اديان مختلفة ولا في توجهاته الفكرية الوطنية ايضا ، ولهذا قرأنا حول الفرعون مقالته: (( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه اني أخاف ان يبدل دينكم او يظهر في الارض الفساد )) باعتبار ان فرعون يخاطب المجتمع ودينه من الخارج ولايشرك نفسه بالايمان مع دين المجتمع ليقول ((أخاف ان يبدل ديننا)) لان ليس للدولة دين غير العدل عند اصحاب الدولة ، والمدركين لمشروعها ، داخل تركيبة المجتمع ، سواء كانوا طغاة ام عادلين لتنحاز الدولة دينيا اليه !!.
وهكذا طغاة العصر الحضاري القديم ،كانوا يدركون على فسادهم ، وطغيانهم وانحرافهم عن العدالة الاجتماعية والسياسية معنى ومفهوم ان تكون الدولة مخاطبة لشعبها بوطنيته هووليس بوطنيتهاهي لتكون الدولة صاحبت الوطن والارض وانما هي مجرد راعية لهذه المواطنة وليس موزعة لها او القائمة على اعطاء جنسيات الوطنية لهذا المواطن او سحبها من ذاك !!!.يقول القرآن حول ذالك المعنى ، لمفهوم الدولة عند الفرعون الاكبر: (( قال للملأ من حوله إن هذا لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تأمرون ؟)) نعم انها ارض المجتمع ، وليست ارض الفرعون الحاكم او الدولة القائمة لتهب لهذا الفرد من المجتمع جنسيته وتسحبها من ذاك !!.وانما صاحب الوطن هو الشعب ،الذي خوّل الدولة ادارة مجتمعها ورعايته بالعدل والانصاف بغض النظر ان كانت هذه المفردات بحق الدولة خارجة من فم الفراعنة انفسهم او من غيرهم من الصالحين !!.
واخيرا هذا الاسلام العظيم نفسه بين ايدينا يطرح لنا رؤيته حول الدولة داخل الاسلام ،ووجوب ان يكون للدولة دين واحد لاغير الا وهو دين العدل بين الرعية بغض النظر عن اديانهم وتوجهاتهم ومذاهبهم الفكرية عندما يقول : (( وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين )) ويقول سبحانه :(( واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل )) !.
اذن فمن اين يستقى ساسة العرب اليوم ،مفاهيمهم حول الدولة ووظائفها ، وكيفية ادارة المجتمع داخلها ؟،بهذا الشكل المشوّه والمنحاز والفاقد لصفات الدولة الراعية على الحقيقة ؟.ومن اين استقت دولة محترمة كالدولة في الكويت ، وحكومة لم نعهد عليها الا انها من النظم السياسية الخليجية الاكثر تطورا على مثيلاتها الخليجيات ان من حقها ان تتدخل لتفصل بين المجتمع دينيا وفكريا ومذهبيا ، ومن ثم لتنحاز لطرف مذهبي على اخر وتصدر احكاما بضرورة عقاب هذا المواطن مذهبيا وسحب جنسيته ومصادرة هويته والوعيد له بالعقاب الشديد قُبالة ذالك الاخر المنتمي لمذهب الدولة مع الاسف ، والمدلل بكل مايطلب ويفرض على الحكومة والدولة ؟؟.
نعم كان مبرر الدولة في الكويت ان مايثار هنا وهناك داخل المجتمع الكويتي من جدل وصراع فكري ديني او مذهبي او سياسي ربما دفع البلاد الى التطاحن والوقوع في الصراعات الطائفية والمذهبية الاجتماعية ،ومن منطلق ان طائفة او مذهبا من تركيبة المجتمع الكويتي قد استنفرت قواها الشعبية لمجرد سماعها بالراي الفكري والمذهبي الاخر يطرح على الساحة في سبيل الضغط على الدولة او تهديدهاباعلان الحرب عليهاهو مادفع الدولة داخل الكويت لاعلان حالة الطوارئ ومعاقبة مواطنيها ممن يحملون الراي الفكري الاخر بالطرد والحبس وسحب الجنسية منها ، لرفع فتيل الفتنة داخل المجتمع ، وعلى هذا الاساس وجدت الدولة في الكويت نفسها مضطرة لمهادنة قوى التطرف المذهبية في جانب من المجتمع الكويتي على الجانب الاخرالاصغر الذي لايحمل مقومات ارهاب الدولة وابتزازها بالشكل والنسبة والقوّة .... نفسها التي رفعها الجانب المطالب للدولة بالانحياز اليه والخضوع لمطالبه والانسياق مع ايمانه ومذهبه التكفيري كيفما كان !!.
والحقيقة ان هذا المنطق السياسي من قبل اي دولة ،وليس داخل دولة الكويت فحسب هو من المنطقيات المدمرة لمفهوم الدولة وما ينبغي على الدولة من واجب القيام به امام مثل هذه الصراعات الاجتماعية الطبيعية ، داخل اي مجتمع بشري يريد ان يتقدم ويتطور ويكون بالفعل حرّا وناضجا وبانيا للحضارة والاتساع !!.
فهذا المنطق مناقض لروح ومفهوم الدولة لعدة اسباب منها :اولا : ان الدولة ينبغي ان تكون اعلى سلطة وقوة تدير المجتمع وتخضعه للقانون بالتساوي ، وفي حال خضوع الدولة لارهاب ومطالب وابتزازات مركب من المركبات الدينية او المذهبية او الطبقية الاجتماعية ، عندئذ تكون الدولة قد فقدت سلطتها العليا على المجتمع وبدلا من ان تكون الدولة هي المديرالمستقل لحياة الجماعة فتصبح حتما التابع الذليل لارهاب مركب من مركبات المجتمع على الاخرين ، مما يعني انحياز الدولة لمذهب معين ، وعدم قدرة الدولة نفسها على حماية باقي المركبات الاجتماعية والمذهبية الاخرى وتوفير الحرية والتساوي والعدالة لهم داخل المجتمع !!.
ثانيا:في حال خضوع الدولة او انهزامها امام ارهاب التطرف الاجتماعي او خوفها من وهم وتوترات الفتنة الاجتماعية كمبررات للانحياز لهذه الفئة على باقي الفئات الاجتماعية داخل الدولة ، تكون الدولة بذالك ، ليست فقط فقدت شرعيتها وسلطتها القائمة بالفعل وانما هي فقدت بوصلتها بالوظيفة المناطة على عاتقها كدولة داخل المجتمع ، وبدلا من ان تقوم الدولة بحماية المجتمع كله وتوفير الحرية ، لمعتقده الديني او السياسي ، والضرب بيد من حديد على اي قوّة ، او فئة اجتماعية تحاول ليّ ذراع الدولة والخروج على القانون ، الذي يعطي الحرية المعتقدية والفكرية للجميع لابتزازها او التهديد بصناعة الفتنة داخل المجتمع ، بدلا من ذالك نجدان الدولة ولعدم قدرتها على حماية القانون والمجتمع تذهب هي نفسها لتجاوز القانون ،وظلم شريحة من مجتمعها والخضوع لمطالب شريحة اخرى تحاول ارهاب الدولة والمجتمع باسم صناعة الفتنة والاضطراب والقلاقل داخل الامة !!.
نعم ماقامت به دولة الكويت من الخضوع لقوى التطرف المذهبية داخل مجتمعها ومن ثم اصدار قرارات ليست قانونية ضد افراد من مواطنيها لاسكاتهم وقمعهم فكريا ارضاءا لقوى التطرف داخل المجتمع الكويتي ، كل هذا يظهر هشاشة الدولة داخل الكويت وعدم التزامها بواجباتها كدولة تحمي مجتمعها ، وتسهر على تطبيق القانون وحماية المجتمع وتوفير الحرية له ككل ، ولا يدلّ ماقامت به الدولة الكويتية ضد احد مواطنيها ، والذي تعرض لشخصيات تاريخية مقدسة ، عند بعض مركبات المجتمع الكويتي مطلقا على ان الدولةداخل الكويت قددرأت الفتنة عن شعبها عندما خضعت للابتزازوالتطرف على حساب شرعيةالدولة ووجودها وهيبتها داخل المجتمع !!.
وما يدري الدولةالكويتية ان هذه الجماعات التي استطاعت داخل الكويت ان ترهب الدولة وتحرفها عن مسارهاالقانوني الصائب في ادارة المجتمع ،سوف لن تعود من جديد لتبتز الدولة في كل مناسبة لاترى فيها هذه الجماعات الخارجة على الدولة والقانون انها منسجمة مع ماترغب في اجرائه داخل المجتمع ، مادام الدولة داخل الكويت ، ليست هي صاحبة السيادة على ادارة وضبط المجتمع على الحقيقة ؟؟.ان الدولة التي تحترم نفسها وتشعر انها صاحبة مشروع ادارة المجتمع وعدم التمييز بين مركباته واديانه وطوائفه ... لاينبغي لها ان تخضع لارهاب طرف اجتماعي على طرف اخر وتحت اي مسمى ومبرروهمي او حقيقي كماانها لاينبغي لها كدولة تعرف حدودها الوظيفية ، ان تتدخل بالحراك الفكري العقدي لمجتمعها ، ومهما كان مختلفا وحادا الا في طريق ضبط المجتمع من عدم اعتداء بعضه على البعض الاخر وخرق القانون والاستقرار العملي داخل المجتمع ، وذالك لحماية الحرية العقدية داخل المجتمع ومادام الجدل الفكري يبقى فكريا وعلميا وثقافيا ، فليس من حق الدولة التي تحترم نفسها ان تتدخل لتميل كفة فئة على فئة او طائفة على اخرى او دين على اخر او ان تجيّر القانون بداخلها لصالح ادانه طرف على اخر او تسحب جنسية مواطنيها وتثبت جنسية الاخرين ، او توظف السلطة لتقمع طرف اجتماعي على اخر .... !!.بل على الدولة ان تكون الحازمة في شأن استتباب الامن داخلها والاستقرار والحرية لجميع مواطنيها وتطبيق القانون بكل قوّة ليس على الذي يؤمن بفكرة مذهبية او دينية مختلفة عن الاخرين ، بل على الذين يريدون قمع المواطنين عن الادلاء بحريتهم الفكرية المختلفة عن الاخر !!.
نعم آن الاوان على هذه التي تسمي نفسها دولا ان تدرك وظائفها امام شعوبهاوان تدرك ان شرعيتها قائمة على اسس حياديتها بين مواطنيها ، وانها بسبب انها الراعية لجميع المواطنين بلا تمييز فهي لذالك تسمى دولة وحكومة شرعية ،وعليها ان تؤدب من يتجاوز القانون ، ويتهدد السلم الاجتماعي وحرية المجتمع الفكرية والشخصية ، لا ان تتنازل امام قوى الارهاب والظلامية على حساب حرية المجتمع وتمتعه بطاقاته الفكرية الخلاقة !!.إن مجتمعا لاتحترم فيه ابسط قواعد الحرية العقدية والفكرية والمذهبيةلايمكن ان يكون مجتمعا متطورا وحضاريا وبانيا ومدافعا عن نفسه ووطنه ، وان دولة تنحاز مذهبيا او طائفية ،وتتجاوز وظائفها الرعوية ، وتجيّر الثروة والسلطة والقانون للطائفة او القبيلة او المذهب او الدين .....الخ ، لهي دولة تستحق ان يكفر بها كطاغوت يريد ان يستبعد الانسان بدلا من حمايته وتطويره واحترامه !!.
واخيرا نعيد تكرار السؤال الذي ينبغي ان يلتفت اليه اصحاب الشأن داخل الدولة الكويتية الشقيقة ، وداخل اي دولة في منطقتنا العربية والاسلامية الا وهو : ما علاقة الدولة بأُمنا عائشة ان انتقدها احد الكتاب والمثقفين لتقوم قائمتها عليه وتطالب باعدامه حيّا ومن خلال الانتربول الدولي ؟.وما علاقة الدولة بعلي بن ابي طالب ، اذا لم تعجب سياسته بعض العلماء والتاريخيين ، ورأي في علي بن ابي طالب انه قاصر سياسيا ، وكان لايحفظ حتى اية من القرآن الكريم ؟.


رأيي

أؤيد بالمقالة شيء واحد .. عدم أعطاء ياسر الأهمية لتنزل دولة مثل الكويت

لمستوى فرد جاهل علميًا ودينيًا وخلقيًا بفضل ما اتحفنا به من آراء نيرة

وقضية سحب جنسية حسبت علينا لا لنا في كون دولة الكويت تخضع

لأراء جماعة معينة من الناس وطائفه محددة ..


وبمناسبة غلاء الأسعار وصلني هذا المقال الطريف ..


الذي تم نشره كثيرًا ولكن مؤخرًا أحس أن أعادة نشره

واجبه :)




هل أنا .. حرامي ؟؟


يحكى إن طبيباً سودانياً.. كان قد سافر إلى «دبلن» لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي.. وكانت رسوم…ذاك الامتحان هي 309 جنيهاً استرلينياً.. ولأن الطبيب لم يجد «فكة» فقد دفع 310 جنيهاً.. وفجأة جاءه خطاب من الكلية في السودان.. بعد أن عاد من «إيرلندا» وفي طي الخطاب شيك بواحد جنيه.. مع الإيضاح للطبيب..أنه كان قد دفع للكلية 310 جنيهاً.. مع أن الرسوم.. هي 309 جنيهاً.
والحق.. فقد أعادتني هذه القصة لأحداث شخصية حدثت معي شخصياً أولها.. أنه وفي العام 1968 كنت قداشتريت لوري.. بدفورد صنع انجلترا.. من وكيل الشركة هنا في الخرطوم.. بملبغ ألفين وأربعمائة جنيه سوداني..لا تدهشوا.. ولا تعجبوا.. فقد كان ذلك أوان «العز» والترف الذي ذرته الرياح وتبددت أيامه كما الدخان ..المهم .. وبعد أربعة أو ستة أشهر لا أذكر فقد وصلني خطاب.. من الشركة يبلغني بأن المصنع الانجليزي..قد أفادهم.. بخطاب.. به من الاعتذار.. ما يخجل.. حتى ذاك الذي لا يخجل معتذراً المصنع بأن هناك خطأ فيتكلفة التصنيع وأن الثمن الحقيقي للوري .. هو فقط .. 2370 جنيهاً.. وعليه.. ترجو إدارة المصنع في الاتصال..بالشركة حتى استرد منها ثلاثين جنيهاً.
سعدت حد الطرب.. ليس لذاك الفرق لصالحي.. ولا لثلاثين جنيهاً هبطت فجأة في «جيبي» كانت سعادتي..لتلك الروح والأخلاق العالية والأمانة النادرة.. والإنسانية الشاسعة.. والدقة المتناهية.. التي يتمتع بها المواطنالبريطاني.. وحزنت حد البكاء والغضب.. وأنا انظر حولي.. لأقيس وأقارن.. وكيف.. أن السواد الأعظم منبني وطني.. ومن جماهير شعبي.. الذين يعملون بالتجارة.. والتعامل.. المباشر مع بني وطنهم.. كيف أنهم..يجافون.. تعاليم دينهم.. الذي يحث على الأمانة والصدق.. وكيف يحرم.. أكل أموال الناس بالباطل ..
وحادثة أخرى.. كنت أنا بالأسف كله .. بطلها الأوحد.. وكان ذلك .. في العام 1978م وأيضاً كان ذلكفي أيام العز.. بل الترف.. والثراء العريص.. عندما كانت زيارة لندن بالنسبة لي.. تماماً مثل زيارة.. أم بدة ..أو الكدرو.. فقد كنت دائم التردد على لندن.. المهم كنت أقيم في «بادنجتون» .. استقل يومياً قطار الأنفاق..من تلك المحطة.. ويومياً.. كنت أمر على «كشك» سيدة انجليزية عجوز.. أثرثر معها .. كثيراً و«أتونس»معها.. يومياً .. ثم اشتري «لوح» شيكولاته .. بمبلغ ثمانية عشر بنساً.. كانت تلك العجوز.. «ترص» الواحالشيكولاته على «الرف» مع وضع ديباجة تعلن ثمن السلعة.. جئتها يوماً وكالعادة .. وفي أثناء «الونسة» لمحت..أنها قد وضعت على «رف» آخر.. الواحاً من الشيكولاتة.. ولكنها تحمل ديباجة السعروهو عشرون بنساً وهيترقد جنباً إلى جنب.. الرف الآخر المكتوب عليه ديباجة الثمن.. ثمانية عشر بنساً.. سألت المرأة.. اليوم أرى عندك..نوع جديد .. أجابت في اقتضاب.. نفس النوع.. واصلت متسائلاً . إذن وزن وحجم جديد..أجابت نفس الوزن والحجم.. واصلت «ثقالتي» وأنا أقول.. إذن هو مصنع آخر أجابت.. نفس المصنع..هنا سألت إذن لماذا والحال هكذا.. هناك ثمنان أحد الأرفف يحمل 18 بنساً.. ورف آخر يحمل 20 بنساً..أجابتني.. شارحة الوضع.. قائلة.. هناك مشاكل في نيجيريا.. التي يأتي منها الكاكاو وهذا هو الثمن الجديد..هنا سألت المرأة.. قائلاً ترى من يشتري منك بعشرين بنساً مادام أنت تبيعين نفس النوع بثمانية عشر بنساً..هنا قالت نعم أنا أعمل ذلك.. ولكن بعد أن ينفد ذاك الذي هو بالسعر القديم.. سوف يشتري الناس بالسعر الجديد..
هنا قلت لها في غفلة وبلادة ولا مبالاة وإهمال.. لماذا لا تخلطين النوعـين معاً وتبيعين بالسعر الجديد.. أي بعشرين بنساً..هنا جحظت عيون المرأة.. وبات وجهها في صفرة الموت.. ثم مالت نحوي.. وهي تهمس في فزع.. هل أنت حرامي؟؟ولا زلت.. ومنذ ذاك التاريخ.. أسأل نفسي .
هل أنا حرامي ؟؟ أم هي غشيمة.. بهيمة تلك المرأة.. بل إن ((الغنماية تأكل عشاها))طيب .. إذا كنت أنا حرامي كيف هم أولئك الذين يشترون آلاف الجوالات من الدقيق… وعندما يرتفع السعريبيعون.. بالسعر الجديد..
وفي أي «سقر» أو «جحيم» أو «سعير» يتقلب فيها «محروقاً» من يزيد فجأة سعر «البصل» في مخازنه..ويبيعه بالسعر الجديد.. رغم أنه قد اشتراه بالسعر البائس الزهيد القديم..
ولن أكتب حرفاً واحداً عن « مخزني » السكر
فهؤلاء .. سيواجهون .. أمراً « مراً » في ذاك اليوم الرهيب



رأيي

ومنا الى النبلاء وأصحاب الشرف التجاري الرفيع الذي استغلوا حاجة الشعب الاساسية
من مواد غذائية ضرورية ورفع الاسعار بشكل مهول حتى إن بعض المواد أرتفع
بنسبة 1000% مثل الخضراوات كالطماط والخيار واللحوم كالسمك .

هذا رأيي في ما قرأت .. فما هى آرائكم ..
وتقبلوا مني كل الحب والتقدير

ebtsamh

هناك 16 تعليقًا:

  1. بالعكس انه اشوف الدولة ماسوت شي

    هذا يستاهل حرق مب بس سحب الجنسية وكل واحد يسب عائشة او الصحابة رضي الله عنهم يستاهل الحرق وعليه لعنة الله والى جهنم وبئس المصير

    مالت عليك يالكاتب يللي تبي تفهمنا ان الرقي والتحضر في ترك الحرية حق هالكلام في نشر افكارهم وتفاهاتهم علينا وعلى اهلنا

    ماتوفقتي في نشر المقالة يا ابتسامة

    ردحذف
  2. بعدين انتي لي الحين حاطة مدونة ملحد في مدونتج ؟

    ترى هذا يعتبر نشر للفساد .. وعشان ماتاخذين ذنب ياليت تمسحينه ..

    ردحذف
  3. أهلا وسهلا عبدالله ..

    شكرا لك ع القراءة وعلى وقتك الكريم ..

    المقاله كانت حيادية من رأيي لا تحدثت وأيدت راي

    الخبيث ولا تدخلت بسياساتنا الداخلية ..

    بعدين منو الملحد ؟ ويا ريت تقولي بعد شلون عرفت

    انه ملحد .. لأني ما اعتقد بقائمتي ملحدين ..

    ونورتني ..

    ردحذف
  4. مشكور ع التوضيح ..

    وتم التعامل مع المشكلة :)

    ردحذف
  5. اي اي ما غيره يحاول تغير قناعاتنا وصلت لي الايميل ايضا من جم يوم وتم مسحها بأستيكة قديمه على قولة اهل الكنانه :) و كنت ايضا اتمنى ان تتجاهلينها بس هذه قناعتك و حريه شخصيه :)

    ردحذف
  6. واضح من المقال إن الكاتب كان يدور طريقة عشان يتكلم عن الدولة ويخسف فيها..

    أؤيد نقطة إهماله, لكن باقي المقال "طائفي"..

    آخر نكتتين عن موضوع الطماط:
    -" اليوم غدانا مجبوس طماط,,
    يعني ولد جخ!!"

    -"عاجل: ‏​تم منع عرض المسلسل الكرتوني طمطوم في التلفزيون لما يحتويه من مشاهد استفزازية للمواطنين"

    تقبلي مروري..

    ردحذف
  7. تحية طيبة...
    المقال نشره الكاتب في عدة مواقع الكترونية ولكن بالصدفة وجدت ان لديه مدونة في بلوغسبوت من خلال عنوان المقال بالطبع وقد نشره فيها على العنوان التالي:
    http://7araa.blogspot.com/2010/09/blog-post_25.html
    وهو مقال يتناول طريقة تعامل اي دولة مع مواطنيها وهنا بالطبع كان المثال اعلاه وقد تناوله بصورة محايدة كونه لا يتفق مع الطرفين...فأذا لم يكن لاحد القدرة على مناقشة المقال موضوعيا وبصورة علمية ذات اسس يتفق عليها الجميع فالافضل تركه لغيره فالسب واللعن والابتعاد عن المناقشة الهادئة لاتجعل المقال اعلاه ضعيفا بل واي راي اخر بل تقويه وتثبت انه الاصح ولذلك فأن الابتعاد عن المناقشة يكون افضل من حالة السب واللعن والتجريح!...
    تحياتي الطيبة لصاحبة المدونة حتى وان لم تتفق مع رأي صاحب المقال...

    ردحذف
  8. بالنسبة للمقال الأول
    هي كفكرة صائبة بأنه لا حق للدولة في تحديد دين ومذهب أي مواطن، وهذا موجود عندنا ولله الحمد حرية وتعدد الأديان والمذاهب،
    ولكن أن يتطاول أحد على الإسلام والذي تتخذه الدولة دينًا لها أمر لا يمكن السكوت عليه!
    ليس له الحق بأن يمارس اعتقاداته هذه بالعلن فيسب ويطعن!
    سب السيدة عائشة أو أي من رموز للإسلام هو سب للإسلام ذاته،
    فكأنه بذلك تطاول على الدولة لأنها دولة إسلامية فكيف له أن يعتدي على ماأعلنته الدولة دينًا رسميًا لها!
    لها الحق هنا أن تتخذ أي إجراء في حق كل من يتطاول ويصرح بالعلن!
    أما من يعتقد بهذه الأشياء ويتعامل بها بينه وبين نفسه فلا يحق لأحد أن يتدخل هنا ما دام لم يضر أحدًا بقول أو فعل.

    شكرًا ابتسامة :)

    ردحذف
  9. هلآ وغلآ عين ..

    أشكر مرورك الكريم وأحترامك لقناعاتي وآرائي ..

    ونورتني وحياك الله ..

    ردحذف
  10. هلآ وغلآ حامل الراية ..

    آنا احس انا احنا اللي اتحنى له المجال يتحدث

    وينتقد بقراراتنا .. للأسف ..

    وخوش نكت والله :)

    نورتني .. وحياك الله ..

    ردحذف
  11. أهلا وسهلا استاذ مهند ..

    وتحيات اطيب لك ..

    اتفقت مع المقال في شيء واحد الا وهو انه من المفترض

    عدم اسقاط جنسيه ياسر ولكن مع التعامل معه قانونيا

    لانه يستحق ذلك وأكثر ..

    نورتني ..

    ردحذف
  12. هلآ وغلآ booK

    فعلا نمتلك حرية ولله الحمد عليها لا تمتلكها كثير

    وعديد من الدول العربية ..

    بالنسبه لقرار سحب جنسيته اعلم انه يستحق

    الحرق وليس سحب جنسيته فمن هذا الذي يتحدث

    عن أشرف المسلمين .. ولكن يجب علينا التفكير ماليا

    في القرارات التي قد تؤخذ ضد الكويت كبلد ديمقراطي

    ويمتلك حرية دينية ..

    مع اي قرار يحاسب ياسر الا اسقاط جنسيته بهذة

    الطريقه التي جعلته كأنه مظلوم ..

    وصدق قائل بأن جنسيه ياسر كانت ستسقط اوتوماتيكيا

    بعد سنه واحده بسبب اخذ ياسر الجنسيه البريطانيه

    فما الذي استفدناه من هذا الاسقاط غير الشبهات !

    نورتني ويسعدني دائما نقاشك :)

    ردحذف
  13. بيني وبينج مالي في هالامور ولا احب اتعمق فيها

    بس عجبني الكاركتيير يسلموو :)

    ردحذف
  14. هلآ وغلآ أبرار ..

    من الحكمة الابتعاد عن السياسة لانه مضارها أكثر

    من منافعها .. والله يسلمج حبيبتي :)

    نورتيني ..

    ردحذف
  15. اولا اود التعليق علي المدونة حقيقة هي اكثر من رائعة
    الاخت ابتسامه
    بخصوص المقال السوداني النكهة هوشيق لانه وضع مقارنة بيننا وبينهم كيف يتعاملون مع البشر وكيف نتعامل نحن معهم الموضوع ليس في الجنيه الذي وصل من بريطانياالي السودان ولا في تكلفة ارسال البريد من لندن الي الخرطوم فتلك المسافة التي قطعها الجنيه الاسترليني تمثل البعد بيننا وبين التقدم والتحضر والرقي شكر لبريطانيا التي ارسلت الخطاب ولنا ان نعتبر بتلك الامانة والصدق واحترام الاخر

    ردحذف

رأيك يهمني .. :)