
هو شاعر سياسي من الطراز الرفيع , استطاع تجسيد الشعر في صوره ثائر عنيف يقتص من كل متخاذل وكل وضع مشين , صور كرهه للمخبرين , لمنظر المشردين , للثكالى والأرامل .
أهان صوره الحاكم الجائر , العروبة المجوفة , الكرامة المهدورة ..
هو أحمد مطر ..
واليكم بعض المقتطفات من ديوانه الشعري المكون من 342 صفحه
أخترت لكم ..
ثارات ..
قطفوا الزهرة .. قالت من ورائي برعم سوف يثور .
قطفوا البرعم .. قال غيره ينبض في رحم الجذور .
قلعوا الجذر من التربة .. قال إني من أجل هذا اليوم خبأت البذور .
كامن ثأري بأعماق الثرى ..
وغدًا سوف يرى كل الورى ..
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور ..
تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور ..
قلة أدب ..
قرأت في القرءان ..
تبت يدا أبي لهب ..
فأعلنت وسائل الاذعان ..
أن السكوت من ذهب ..
وصودر القرآن ..
لأنه حرضني على الشعب ..
من أين أنت يا سيدي .. ؟
فوجئت بالسؤال ؟
أوشكت أن أكشف عن عروبتي ..
لكنني خجلت أن يقال ..
بأنني من وطن تسومة البغال ..
قررت أن احتال ..
قلت بلا تردد ..
أنا من الأدغال ؟
حدق بي منذهًلا ..
وصاح بأنفعال ..
حقاً من الادغال .. ؟
قلت : نعم ..
قال لي : من عرب الجنوب أم من عرب الشمال ؟
التهمة ..
كنت أسير مفردًا ..
أحمل أفكاري معي ..
ومنطقي ومسمعي ..
فأزدحمت من حولي الوجوه ..
قال لهم زعيمهم : خذوه ..
سألتهم : ما تهمتي ..
قيل لي : تجمع مشبوه ..
خلُق ..
في الأرض مخلوقان :
إنسٍ
وأمريكان
الفرق بين مطر وبقية الشعراء ..
إليكم أوجهها في قصيدة ..
إلى من لا يهمه الأمـــر ..
يوقد غيري شمعة ..
لينطق الأشعار نيرانًا ..
لكنني أشعل بركـنًا ..
ويستدر دمعه ..
ليغرق الأشعار أحزانًا ..
لكنني أذرف طوفانًا ..
شتان ..
غيري شاعر ينظم أبياتًا ..
ولكني أنا أنظم أوطانًا ..
وعنده قصيدة يحملها ..
ولكنني قصيدة تحمل أنسانًا ..
كل معانيه على مقدار ما عانى
للشعراء كلهم ..
شيطان شعر واحد ..
ولي بمفردي أنا ..
عشرون شيطانًا ..
المفقود ..
رئيسنا كان صغيرًا وأنفقد ..
فأنتاب أمه الكمد ..
وانطلقت ذاهلة ..
تبحث في كل البلد ..
قيل لها : لا تجزعي ..
فلن يضِل للأبد ..
إن كان مفقودك هذا طاهرًا ..
وابن حلال فسيلقاه أحد ..
صاحت :
إذن ضاع الولد !
الساعة ..
دائرة ضيقة .. وهارب مدان ..
أمامه وخلفة .. يركض مخبران ..
عزف على القانون ..
يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفة ..
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ..
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ..
فأخرج القانون من متحفه ..
وأمسح الغبار عن جبينه ..
أطلب بعض عطفه ..
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ..
يقول حبري ودمي ( لا تندهش ..
من يملك القانون في أوطاننا .. هو الذي يملك حق عزفه ) ..
رأيي في الكتاب ..
ديوان شعري مميز للكبير أحمد مطر , أوجد الشعر السياسي الحديث , فلا تقرأ لمطر دون أن تعرف الجديد في عالمه القاسي .
أحب الحالة الوجدانية التي يشٌد لها القراء .. فلا يتنهون من القصيدة الى وقد رسمت على شفاتهم ابتسامه لاذعة غير مضحكة بل تكون فيها أقرب الى البكاء .
قلما يصل الشعراء الى مرحله التوحد مع الكلمة والتي وصل اليها مطر حيث تجد فيها الكلمة اذا لم ينطقها .. نطقته ..
شاعر بأمتياز في استشعار مشاكل شعبٌة وبلادة وعروبته وخير معبر عنها .. لذلك استحق مكانته المميزة .
أعجبت كثيرة بديوانه الشعري الذي حوُى على أغلب قصائدة ..
واتمنى ان ينال التلخيص اعجابكم ..
كل الحب .. كل الود ..
ebtsamh