
رائعة جديدة من روائع الأستاذ / محمد النغيمش , يعتبر كاتبي الكويتي المفضل من الشباب المعاصرين , أحترم فكره والذي تجلى من قرائتي لأول اصداراته انصت يحبك الناس حينها وودت فعلاً لو ان 1000 شاب كويتي يحملون نفس الفكر لانه حينها ستتغير الكويت حتماً .
الصمت فضيلة ..
هذا ما حاول الكاتب تأكيده في جملت ما كتب في سلسلة الانصات الفضيلة المنسية ولأنها مفقودة وبشدة ليس في الكويت فقط وانما في العالم ككل ولكن مع تفاوت النسب فقد وجد ان الشعب العربي أكبر شعب مقاطع بتقدير ممتاز .
آخر اصداراته حملت عنوان لا تقاطعني والذي يعد كتاب اكثر تعمق من كتبه السابقة واكثر في الحلول العملية والمبتكرة والدراسات العلمية تفوق فيها على سابقيه انصت يحبك الناس والكاتب العزيز على قلبي المرأة تحب المنصتين .
البطاقات الذكية
كانت عبارة عن برنامج بطاقات لآلية الانصات دون مقاطعة ( أخذ الكاتب فيها كافة الحقوق الفكرية والأبتكارية ) . وتولى شرحها في الفصل الثالث في الكتاب كما أنه قام بتوفيرها على شكل بطاقات سهله الاستخدام والقص في ملحق الكتاب .
البطاقة الأولى / لا أكمل عبارات المتحدث /
تذكر ( راحة للمتحدث , أدب جم مني كمنصت , ربما يعاملني بالمثل , سأكون مثالا يحتذى , أكمل ان طلب مني , أهز رأسي وأبادل المتحدث النظر بالعين أفضل ) .
البطاقة الثانية / علمني معلومة جديدة /
تذكر
( كل فرد لدية معلومة واحده جديدة تفيدني , كل حوار فيه معلومة واحدة جديدة على الأقل , المنصت يتعلم أكثر من المتحدث في أثناء الحوار ) .
البطاقة الثالثة / ربما يكون المتحدث على صواب /
تذكر
( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب , المنصت يتعلم أكثر من المتحدث أثناء الحوار , تجارب الآخرين أفضل احياناً ومعلوماتهم أكثر ) .
البطاقة الرابعة / صحح معلوماتي /
تذكر
( أصحاب التخصص أدرى مني في تخصصهم , الإنصات الجيد الى أصحاب التخصص يصحح معلوماتي ويؤكد المشكوك فيه , لا أقاطع أصحاب التخصص وغيرهم دون مبرر حتى لا أقطع حبل أفكارهم , المعلومة الصحيحة يمكن سماعها وهى ليست دائماً مكتوبة لذا فكلي آذان صاغية ) .
البطاقة الخامسة / سأقلل أخطائي /
تذكر
( سأفهم الآخر جيدا حتى أقلل أخطائي أثناء محاورته , قلة الكلام تقلل الأخطاء وكثرته تزيده , عدم فهم طبيعة الموضوع يجعلني عرضة للفهم الخاطئ ) .
البطاقة السادسة والأخيرة / سأرفع مستوى تركيزي /
تذكر
( سأفهم المتحدث جيداً , سأركز حتى لا اسيئ الفهم فأعطي حكماً أوحلاً غير مناسب , التركيز في كلام المتحدث مقدم على مقاطعته خصوصا في اللقاءات المهمة أو عند الإصغاء إلى مشكلة ما ) .
أعجبني جدا في الفصل السادس موضوع نافذة جوهاري نسبة الى مؤلفيها هاري انغهام و جوزف لوفت , في النافذة تناقش

المنطقة الأولى
وتسمى المنطقة المفتوحة كل المعلومات التي أعرفها عن نفسي ويعرفها الآخرون عني مثل الأسم أو البلد الذي اعيش فيه وهى معلومات عامة .
المنطقة الثانية
تسمى المنطقة العمياء وتضم كل المعلومات التي يعرفها الآخرون عنا في حين لا نعرفها عن أنفسنا مثل بعض السلوكيات التي تصدر عنا من فظاظة او غيره .
المنطقة الثالثة
تسمى المنطقة المخفية وتضم المعلومات التي نعرفها جيداً عن أنفسنا بينما يجهلها الآخرون عنا مثل ممتلكاتنا المالية , مشاعرنا .
المنطقة الرابعة
تسمى المنطقة غير المعروفة وتضم كل المعلومات التي نجهلها عن أنفسنا ويجهلها الآخرون عنا في الوقت ذاته مثل الأحلام نحكيه لاصدقائنا ويكون الجميع لا يعرفه من قبل .
البرلمان ( مجلس الأمة )
منذ زمن وآنا اتمنى بحق عمل دراسات لمناقشه حال اعضاء مجلس الأمة حيث انهم يحتاجون الى الكثير من الدراسات لتعديل اساليب الطرح والمناقشة وليس كما نشاهد من مقاطعة والفاظ تكاد تكون مجرمة خاصة تحت القبة البرلمانيه المقدسة وعلى مرأى من وسائل الأعلام في كل مكان .
الأستاذ محمد النغيمش وزميلة د. يوسف الفيلكاوي وفقوا في أعداد دراسة تعتبر الأولى من نوعها على البرلمان الكويتي كما انها استخلصت نتائج لم تكن في الحسبان منها :
- أن اعضاء مجلس الأمة الكويتي هم أكثر فئة تقاطع المتحدث في البرلمان بنسبة بلغت 48% .
- أن الغالبية العظمى من المتحدثين في البرلمان الكويتي لا يشكرون المتحدثين الذين منحوهم فرصة المقاطعة .
- أكثر أسباب المقاطعة ترجع إلى أعتراض المتحدث لمخالفته الرأي .
- وجد الباحثان أن نسبة 87% من عينة الدراسة ( أعضاء البرلمان ) لا تصدر عنهم امتعاضات جسدية حينما يتعرضون للمقاطعة .
- نسبة كبيرة من أعضاء البرلمان لا يلتزمون بآداب المقاطعة في أثناء الحوار بنسبة بلغت 78% .
تضمن الكتاب فصل كامل وهو الفصل السابع عن الدراسات منها دراسة للبرلمان كما فصلت سابقاً ومنها دراسة حالة البرامج الحوارية التلفزيونية العربية .
في الفصل الثامن والأخير كان أهم ما لفت انتباهي مصفوفة حملت اسم مصفوفة النغيمش للإنصات إلى الحوار الممتع .

في المربع الأول حوار ممتع جداً ( للمنصت والمتحدث )
عندما تكون درجة أهتمام المنصت والمتحدث معاً بالموضوع المطروح مرتفعة جداً فإن احتمالية استمتاعهما بالحوار تكون مرتفعه ايضاً .
دور المتحدث هنا :
- الإستمرار في التحدث في موضوعات يستمتع فيها المنصتون إلية .
- الإنتباه جيداً إلى الايماءات الجسدية للمنصتين فربما يفقدون اهتمامهم بالموضوع .
دور المنصت :
- تجنب مقاطعة المتحدث إلا في حالات معينة لأضافة فكرة أو قصة ممتعة .
- إظهار التفاعل عبر كلمات الإستحسان مثل ( ممتاز , وجميل ) .
- التعبير عن الإستمتاع أو الاهتمام بالموضوع من خلال إظهار الإيماءات الجسدية من دون تكلف مثل رفع الحاجبين او اماله الجسد نحو المتحدث .
في المربع الثاني حوار ممل للمنصت
عندما يجد المنصت نفسة في مأزق الإنصات إلى موضوع ممل بالنسبة إلية والمتحدث مستمتع جدا بالموضوع .
دور المتحدث :
- تجنب الموضوعات التي تثير ملل المنصتين إلية أو عدم الإطاله فيها أحياناً
- ملاحظة الإيماءات الجسدية للمنصتين فإذا كانت سلبية يفضل تغيير الموضوع إلى موضوعات ممتعة .
- ضرورة منح المنصتين فرصة أكبر للتعبير عن أنفسهم , وتجنب الاسترسال غير المبرر .
دور المنصت :
- طرح أسئلة لتغيير مجرى النقاش وتستثنى من ذلك الحالات التي يعبر بها المتحدث عن أمر مهم .
- المشاركة بفكرة أو قصة مشوقة بالنسبة للمتحدث علها تأخذ الحوار منحى أكثر تشويق .
- اذا نفذ صبر المنصت يمكنه أن يدعو المتحدث بصراحة ولكن بطريقة لبقة .
في المربع الثالث حوار ممل للمتحدث
وفيه رغم ان المتحدث هو الذي يدير دفة الحوار إلا أن شعورا بالملل قد ينتابه في أثناء كلامه .
دور المتحدث :
- تغيير الموضوع إذا استطاع حتى لا ينتقل ذلك الشعور إلى باقي المستمعين
- أما اذا لاحظ المتحدث تفاعلا ملحوظاً من قبل المنصتين إلية فيجدر به الأستمرار في التحدث .
دور المنصت :
- لا يحتاج إلى أن يفعل شيئا مادام يجد الموضوع ممتعاً أو مهماً بالنسبة إلية .
المربع الرابع حوارممل جداً ( للمنصت والمتحدث )وفيه يشعر كل من المتحدث والمنصت بالملل في أثناء الحوارلأنه لم يعد مهماً لأي منهما .
دور المتحدث في هذي الزاوية :
- محاولة طرح موضوعات ممتعة أو مهمة بالنسبة إلى المنصتين والمتحدث
- تجنب الإطالة بالفكرة المطروحة للنقاش فور تنبه المتحدث إلى أنه بدأ يدخل حيز المربع الرابع .
- رد المتحدث على الأسئلة ليس بالضرورة طريقة ناجحة في جعل الحوار ممتع .
دور المنصت :
- حتى يخرج المنصت من الحوار الممل يمكنه تغيير الموضوع بطرح أسئلة تثري النقاش .
- أحياناً على المنصت أن لا يغير مجرى الحوار حتى وأن كان ممل بالنسبة إلية لأنه قد يكون مهم لدى المتحدث .
الكتاب جداً رائع وثري وقد لخصت أهم ما جاء فيه ولا أنكر انه يحتوي على العديد من المواضيع المهمة والقيمة التي لا تتاح الا بأقتناءة شخصياً والنهل من ثقافتة , أشكر الكاتب محمد النغيمش على موافقتة نشر التخليص ورحابة صدره ورقيه .
كما أعتذر على الإطاله أن وجدت , كل الفائدة والحب لكم جميعاً ..
ebtsamh