صبــاح الـــورد ...

هى أحدى روائع الأديب الكبير نجيب محفوظ , طبعاً محفوظ في غنى عن اني اعرفه لكن اقدر اختصر مسيرته الأدبية في انه الاديب الحاصل على جائزة نوبل في الآداب سنه 1988 وتعتبر من الاهم الجوائز العالمية التي حصل عليها . كما حصل على العديد العديد من الجوائز تقديراً لمسيرته ودوره في تقدم الأدب في العالم العربي .



الرواية وغيرها من الكتب هدية من صديقة تعرف شغفي في القراءة بشكل عام وقلة قرائتي للكتاب المصريين , فأصرت على اعطائي كتب لكتاب مصريين آمنت بروعتهم رغم عدم ميلها للقراءه ..

الذي يعرف نجيب محفوظ يعرف تماماً عنه شيئين انه كاتب مصري من الطراز الأول مو مصري الجنسية بل مصري الهوى , كتاباته لا تتعدى مصر والمصريين واحوال الشعب والسلطة يجد لذة في الكتابه والتعبير عنهم واضحة في رواياته واعماله , والشيء الآخر انه انسان دقيق جداً في الوصف يعني القارئ فعلا يشاهد ويبصر ابطال الروايه واحداثها بسبب الوصف الدقيق الذي لا يشابهة الا المشاهدة بالعين المجردة

صباح الورد ..




رواية تدور احداثها عن شارع الرضوان القديم والذي يقع بين العباسية وبين الجناين .



دارت الروايه على ثلاث محاور رئيسية المحور الأول أم أحمد



ولا اعتقد ان يوجد شارع شعبي يخلو من مثيل لشخصية أم أحمد تتجلى شخصيتها في انها المرأة الأرملة الذي يعتمد بيتها عليها فقط كمصدر للدخل معلٌمة بالمعنى المصري وبنت بلد , وظيفتها تدخل كل البيوت في الميدان والحارات المتفرعة تعرف كل الناس وتعرف اخبارهم هى الماشطة والخاطبه واخصائية التجميل وخبيرة السعادة الزوجية بالإضافة الى قيامها بمهام الصحافة الاذاعة والمخابرات بين البيوت كما لام احمد قدم على أهل السرايات في الحارة دورها جدا كبير حيث يعرف البطل حلمي كل جديد عن طريقها .. اذاعة الحي ..




المحور الثاني وتناول عوائل شارع الرضوان واصحاب حلمي بطل الرواية وتناول حياة 15 عائلة سكنت الشارع الذي كان يعيش فيه حلمي تناول محفوظ العوائلات بشيء من التفصيل التقريبي في الاسرة وافرادها وما حصل لهم من بداية ما سكنوا الى ما جرى لهم والذي يتداخل مع حياة حلمي لانه ابناء هذي الاسر بعضهم اصحابه تاثر ببعضهم وتأثروا فيه .

وهم بالترتيب ( آل اسماعيل , آل مراد , آل القربى , آل الجمحى , آل مكي , آل قيسون , آل حسب الله وفرج , آل شكري بهجت , آل السناوي , آل الفنجري , آل الكاشف , آل الضرغام , آل العلوي , آل كناشة , آل عديلة الحرة )

المحور الثالث والاخير ..

حلمي , وما ادراكم ما حلمي , شخصية تعرفنا عليها وهى في الستين , متقاعد حديثاَ , يعيش في نفس البيت الذي ولد فيه وبنفس الاثاث تقريباً , توفيا والداه وكان المعيل الوحيد لامه واخوتيه العوانس الاثنتان , كان حلم حلمي الوحيد فيه حياته هو ان يتزوج وينجب ذرية ورغم بساطة الحلم الا انه لم يتحقق بل كان مستحيل التحقيق لظروف حلمي المادية واعتقد ان هنا اسقط محفوظ ليس فقط مشكلة حلمي ولكن اغلب مشاكل الشباب المصريين , وحال المواطن من متوسط الدخل الى المعدوم .

ملك هى حبيبة حلمي وهى الوحيدة التي اراد حلمي الارتباط بها , وارادت هي في المقابل ذلك , كانا عاشقين من الصغر ويعيشان ضمن مرحله الخطوبه غير المعلنه الا بين العائلتين فقط , وعندما تقرر اعلان الخطبة بعد تخرج حلمي من البكلوريا شهدت الروايه وفاة والد حلمي واكتشاف حلمي ان والده لا يملك شيء اخر غير المرتب الذي لا يعتبر يكفي لفتح بيت الاسرة وسداد قيمة متطلباتهم من الحياة , هذا الأمر حال دون شروع حلمي بالزواج وتحقيق حلمه .

ملك التي انتظرته منذ صغر سنها والى بعد عام من اعلان انه غير قادر على الارتباط بها , حتى اخر لحظه , الا ان فاجئ صديق حلمي علي يوسف بسواله عن حبيبته ملك .. هل تتضايق اذا تزوجت ؟ وهنا كان نهاية قصه حب ملك وحلمي في العلن وبدايه زواج ملك وعلي يوسف في العلن ايضاً

تزوج صديق حلمي من حبيبه , ورزقا بولدين وكبرا وتعلما وهاجرا الى الخارج , وتوفى والدهما , عاشة ملك الارملة الجميلة دائماً في نظر حلمي , لم يكن حلمي الملاك البرئ فقد عاش علاقة غرامية جنسية مع أم عبده سيدة تكبره عشر سنوات الا ان ماتت قبل والدته واخواتيه .

حمادة الطرطوشي شخصية تجلت عند تقاعد حلمي صديق يشابه حلمي الحال في انه متقاعد غير انه تقاعد قبل حلمي ولدية اسرة واولاد واحفاد ايضاً , كان حلمي يحسده احياناً وهو بالمقابل يحسد حلمي على عزوبيته .

الشرارة الأولى قدمت من الطرطوشي حيث ذكر حلمي بهواه , ما اخبار ملك بعد موت زوجها وهجرت اولادها ؟ لماذا لا تقابلها ؟ انت عازب وهى ارملة ما الذي يمنع زواجكما الآن ؟

رغم ان حلمي استصعبها الا انها كانت الحلم الجميل الذي راق له كثيراً تامله بعد ان احس أن لم يحقق شيء في حياته .. بينهما عمارة , والتردد حاضر بقوة الا ان قرر ان يغامر حلمي ويزور ملك , متعذرا بالصداقه القديمة , حدث المعجزة وحدث اللقاء كانت المسافه طويلة من شقة حلمي الى شقة ملك , وكادت ان تضيع انفاسه في الثواني التي استغرقتها ملك في فتح الباب وجرى اللقاء وكان مفعم بالشوق والرسمية التي طغت في المجمل على ملك واستأذنها حلمي في اعادة الزيارة والتي حدثت في الفعل بعد فتره قريبه ولكنها كانت اكثر جرأه لان حلمي قرر ان يبدأ من جديد حياته فالتحق بشركة جنرال اليكتريك وقرر ان يطلب الزواج من ملك .

تم تفجير قضيه الزواج بعد الكبر في هذا الجزء من الروايه وتردد ملك وخوفها كان النظره العامة المتعلقة بهذا الموضوع غادر حلمي غاضب من ردها ولكنه فوجئ عندما اشارت له حبيبته من الشرفه معلن محفوظ نهاية الروايه نهاية مفتوحة تساع خيال الجميع .

رأيي في الرواية ..
ما اشبة حلمي بمحفوظ كلاهما يملك الصفات العامة الافكار وصدقوا لو قلت لكم ان الاثنان تزوجوا زواج متاخر في السن اذا افترضت ان حلمي تزوج ملك , حلمي لا يشبة محفوظ فقط بل أغلب الشباب المصري الذي عبر محفوظ عن مشاكله من خلال شخصية حلمي بطل الرواية ذلك الشخص الذي وقع ضحية غلاء المعيشة امام ضعف الراتب طبعا مع اختلاف النهايات , تفجير قضية الزواج المتأخر في السن خاصة في مجتمعنا الشرقي الأناني والذي يجرم هذا الشيء رغم انه في الحلال بدافع اناني بحت , رغم ان الرواية كانت في بدايتها ممله قليلاً لان محفوظ وصف ابناء وعائلات شارع الروضوان بشيء من التفصيل ولكن الروايه في مجملها جميلة وممتعة وقصص محفوظ تضيف للقارئ افق جديد من الأفكار والقضايا المعاصره والأمل في حلها .

اعجبتني الرواية اتمنى تحوز على اعجابكم واتمنى تلخيصي المبسط يكون وصل صوره جميلة عنها ..
كل الحب ..
ebtsamh